أضفى المعرض المرعي الأول في آرت دبي بعداً ابداعياً جديداً للأخير. أبرز المعرض الذي اقتبس اسمه من اسم رواية زيدين سردار "اللهاث وراء الجنة" بعض الفنانين الباكستانيين الأكثر إثارة. تطور المشهد الفني الباكستاني المميز بمعزل عن السيطرة الدعائية، وقام على أساس معتقدات وتخيلات فنانيه الخاصة.حلت الخيمة الباكستانية أيضاً كضيف على المشروع الفني "في نهاية قوس قزح"،حيث عرضت بعض الأعمال الناتجة من التعاون الفني بين عمال يدويين من دبي وطلبة في الجامعة الأمريكية في دبي وذلك أثناء ورشة عمل في التصوير امتدت لستة أسابيع. وقد قدم هذا البرنامج المميز لمحة فريدة عن تجارب العمال المهاجرين الذين شكلوا بأيديهم المنظر الطبيعي لدبي.
القيم الفني سليمة هاشمي، حول المعرض والفنانين:
"اللهاث وراء الجنة" هو معرض يتعمد الاثارة في طريقة عرض الاستغراقات والممارسات المختلفة لفناني الوقت المعاصر. احتفلت الباكستان بالذكرى الستين لاستقلالها في عام 2007؛ وقد حفل هذا التاريخ بالاضطراب والتقلب السياسي. المثير هنا، أن هذا السيناريو بالذات هو الذي أنشأ حركة فنية مثمرة ونشيطة، ترعرعت في العقد الأخير. يُظهِر هذا المعرض بانوراما سائدة وناقدة لنفسها تتسم باللطف والجدلية والابداع. إنه يبين ماهية المجتمع المسلم في القرن الواحد وعشرين، من خلال أفكار جديدة وتعليقات ساخرة وتأملات.
رشيد رنى، هو واحد من بين أشهر فناني هذا الجيل، حيث تحفل لوحاته الفنية الرقمية برسائل متعددة المستويات. وتحتوي الصور على دلالات اجتماعية وسياسية مترافقة. وهي إما أن تؤرجحك في متعة مشهدها اللطيف أو أنها تربكك وتعيدك لقساوة الواقع.
يفحص نشاط نايزه خان الفني أيضاً الازدواجية الاجتماعية. فتراها تعرض الأساليب المناهضة للجندر في المجتمع الأبوي. وتدقق في تعارض مفهومي "حماية" و "كبح" الأنثى.
نظرة هوما مولجي الساخرة للمسافرين المسلمين الدوليين كانت موضوع حديث الساعة في جاليري الباكستان الوطني المنشأ حديثاً. إنها تبين مسائل كئيبة بدون اكتراث، ولكنها برغم ذلك نظرة مليئة بالفراسة.
من الجدير بالتأمل أيضاً، عالم محمد علي تلبور؛ الدموي والمعتدل والذي يصعب فهمه. إنه إطار العقل الذي يرغب في الاعتدال التام لمواجهة واقع الصراع الدموي الذي نعرفه. ربما يكون هذا هو الحلم الذي يحبه الجمهور والفنانين العميان؟
فريده بتول هي فنانة وناشطة، تستنبط أعمالها من الحالة المقلقة لمدن الباكستان. مجموعة أعمالها تضم وسائل كثيرة من التصوير العدسي الى الفيديو الى النسيج. وهي في جميع الأحوال، تبرهن على براعة الناس الذين تتعرض لهم في أعمالها.
علي رزَا وفايزه بت، كلاهما يعلق على المؤشرات المقلقة للعسكرة المتزايدة التي تؤثر على وضعنا النفسي. أطفال فايزه بت هم موديلاتها، الذين تنشر ألعابهم جواً من الرعب برغم كل ما فيها من براءة. وفي المقابل، ينسحب أنور سعيد إلى عالم باطني. من الحكايات الغامضة، والشخصية، والأكثر الحاحاً.
شهد العقد الأخير نشوء أسلوب باكستاني مميز اصطلح على تسميته " النمنمات المعاصرة" وعمران قريشي هو أحد رواده الأكثر بروزاً. بتجاوزه أجندة "التقليديين"، يضفي قريشي حساسية على مقياس رسم ضخم في عمله المحير "نسيان المنمنمات".
كأنما كون دبي موقعاً لمعرض "اللهاث وراء الجنة" يلائمها تماماً. فهي بالتأكيد تسعى لأن تكون المحط/الملجأ البديل للضيوف الكثيرين؛ محط اقتصادي وثقافي واجتماعي وسياسي. عاشت الفنانة الهولندية صوفي إرنست وتعلمت في الباكستان خلال الخمس سنوات الماضية، وقد قامت بتوثيق أمل من قد يكونوا لاهثين وراء الجنة من خلال رؤيتها الخاصة. إن في ذلك تذكير مثير للمشاعر بأحلام الجنس البشري التي لم تتحقق بعد.
اللهاث وراء الجنة
الخيمة الباكستانية في آرت دبي
19-22 مارس 2008
مدينة الجميره
دبي
الامارات العربية المتحدة
المديرة:
سلمى طوقان
المقيمة الفنية:
سليمه هاشمي
الفنانون:
فريده بتول
فايزه بت
صوفي إرنست
درية كازي
نايزه خان
هوما مولجي
عمران قريشي
رشيد رنى
علي رزَا
محمد علي تلبور
أنور سعيد
مشروع فني مجتمعي منشطته صبا قزلباش