إنين سوبريانتوا (إ. س.): قبل أي شيء: تهانئي بمناسبة صدور كتابك، الأول في مجاله، " الفنانات الأندونيسيات، رُفع الستار". كيف بدأت هذا المشروع المتميز ؟ وما أهم أهدافه؟
كارلا بيانبوين (ك. ب.): لقد غطيت أخبار الفن الإندونيسي الحديث والمعاصر لأكثر من 18 عاما، وبما أن أحدا تقريبا لم يضطلع بتغطية فن المرأة بصورة مناسبة، فقد حرصت على القيام بذلك. وكانت فكرة الكتاب هي سد فجوة في كتابات تاريخ الفن الإندونيسي التي لا تكرس للفنانات سوى مساحة ضئيلة. وبدلا من أن نكتب نظريات تتعلق بالفن أو نوع الجنس، اتفقنا على كتابة قصة حياة كل فنانة بأسلوب يحمل قيمة أكاديمية لكن يتسم في الوقت ذاته بالتشويق ليتمكن حتى حديثو العهد بالفن من قراءتها والاستمتاع بها.
إ. س. : لقد طلبت من فرح ورداني ووولانم ديرجانتورو، الكاتبتين ومنظمتي الأحداث الفنية، أن تشتركان معك في هذا الكتاب. فكيف تصفين عملية إعداد المشروع بالتعاون معهما؟
ك. ب.: لقد تلقت فرح ووولان تدريبا أكاديميا، في حين اكتسبت أنا خبرة بالصحافة الفنية. وقد حاولنا دمج مهاراتنا، ومزج معارفنا والتوفيق بينها لدى تحليل الفنانات وأعمالهن. إن لكل منا وظيفة أساسية، وبالتالي مثّل المشروع عملا إضافيا بالنسبة لنا. وكان كل مقال يتنقل لأكثر من 5 مرات روحة وجيئة بيني وبين زميلتي، ثم بيني وبين محررة اللغة الإنجليزية.
إ. س.: كم من الوقت استغرق الانتهاء من الكتاب؟ وما أهم الصعوبات التي قابلتكم ؟
ك. ب.: لقد استغرق حوالي عامين، وكانت الأشهر الثمانية الأخيرة مكثفة للغاية. كان أصعب شيء هو أننا استمرينا في وظائفنا الأساسية وعملنا بالكتاب كنشاط "جانبي" تحول بطبيعة الحال إلى نشاط أساسي، مما يعني أننا كنا نعمل حوالي 24 ساعة يوميا.
إ. س.: هل كانت هناك معايير لاختيار الفنانات اللاتي دار حولهن الكتاب؟
ك. ب.: إن ثلاثتنا مطلعات بصورة جيدة على عالم الفنون، وقد تمت الاختيارات تبعا لمجموعة معايير لا يمكن تعميمها لتشكل مجموعة مقاييس ثابتة. لقد اختيرت هذه المجموعة بعد إجراء أبحاث موسعة إلى جانب مجموعة من المناقشات والتقييمات. وقد أثبتت هذه الباقة من الفنانات مكانتها مع الوقت لأنها تركت بصمتها على عالم الفن الأندونيسي، سواء عن طريق تحقيق قفزة جمالية من خلال موهبتها ومهاراتها، أو الإسهام بقدر كبير في الخطاب الفني والثقافي من خلال إبداعها واستكشافاتها الفكرية وأنشطتها.
إ. س.: حسب بنية الكتاب، يظهر أنك تعطين أهمية كبيرة لوقائع السيرة الذاتية للفنانات وصلتها بأعمالهن. هل كان ذلك مخططا منذ البداية؟ وهل هناك سبب محدد دفعك لذلك؟
ك. ب.: إن السير الذاتية للسيدات لا تنفصل عن إبداعاتهن، لأن أغلب الفنانات ينتجن أعمالهن من داخل تجاربهن ومشاعرهن. وكان أغلب النقاد التقليديين في الماضي يغفلون عن هذه السمة الخاصة، أو كانوا لا يدركونها فحسب، وبالتالي فقد يكونوا قد اختاروا تجاهلها.
إ. س.: لقد أثرى الاحتفال بصدور الكتاب تنظيم معرض خاص للغاية --"مسافة حميمة"-- كيف تصفين هذا المعرض: أيكشف بوضوح عن جوهر كتابك، أم أنه تبنى اتجاها مختلفا، وأوضح بعض المظاهر المحددة أو الخاصة لتطور إبداع الفنانات الإندونيسيات أو أسلوب إنتاجهن الفني؟
ك. ب.: في رأيي، كان المعرض امتدادا للكتاب، وقد أوضح آخر تطورات إبداع الفنانات اللاتي دار حولهن الكتاب، لكن لم تشترك ثلاث منهن في المعرض لأنهن لم ينتجن أعمال جديدة. وعلى الجانب الآخر، تمت دعوة فنانات صاعدات، لم يشر إليهن الكتاب، إلى المشاركة في المعرض وقد قدمن أعمال رائعة. وفي حين تولى الكتاب تقديم الفنانات لسد فجوة في كتابات تاريخ الفن الإندونيسي، كان الهدف من المعرض "رصد أثر الفكر النسائي على الخطاب الفني الإندونيسي"، كما ورد في مقدمة وولان ديرجانتورو، منظمة المعرض.
إ. س.: عندما تنظرين الآن إلى ما أنجزتيه في الكتاب، والمعرض، ما رؤيتك لمستقبل دور الفنانات الإندونيسيات في السياق الأوسع لساحة الفنون المعاصرة الإندونيسية؟ ما هو التحدي الحقيقي للفنانات الإندونيسيات بوجه العام من أجل إضفاء مزيد من الوضوح والتميز على موقفهن في مستقبل ساحة الفن المعاصر بإندونيسيا؟
ك. ب.: لا أعتقد أننا نريد التحدث عن "دور" الفنانات، لأن ذلك قد يعني أنه أمر لم يتحقق بعد. لقد تركت العديد من الفنانات بالفعل بصمة على الساحة الفنية المعاصرة. وما يتبقى الآن هو تبني المؤرخين الفنيين والنقاد وجامعي الأعمال الفنية والموثقين لرؤية جديدة.
إ. س.: هل حصلت على أي رد فعل أو مساعدة من زملائك في المجالات الأخرى: أكاديميون في مجال دراسات المرأة، ناشطات حقوق المرأة، إلخ؟
ك. ب.: أريد الإشارة بوجه خاص إلى الأستاذة الدكتورة ميلاني بوندياتا التي ساهمت في صياغة المقدمة. ومن أول من آمن بفكرة الكتاب وساعد بالفعل في المراحل الأول منه محررة اللغة الإنجليزية، هيذر وو، ومالك مؤسسة سي بي، السيد دجيه تجيانان.
إ. س.: هل توجد أية خطط للمستقبل القريب: مناقشات، محاضرات، عروض متنقلة، من أجل توضيح المسائل التي طرحها الكتاب؟
ك. ب.: لقد عبرت الفنانات المشاركات خلال مناقشة دارت في اليوم التالي لصدور الكتاب عن نيتهن المساهمة في مزيد من المناقشات. كما أعربت وكالة تمويل عن اهتمامها بدعم نسخة إندونيسية من الكتاب. ونحن نتمنى أن نكون قد مهدنا الطريق لمزيد من الدراسات عن رؤية المرأة في الفن الإندونيسي.
إ. س.: وما خططك المستقبلية؟ هل هناك نية لاستكمال المشروع، أو إعداد بحث معمق عن موضوع مختلف، أو ربما كتابة السيرة الذاتية لفنانة أو فنانتين؟
ك. ب.: إن مقالك المنشور في الكتاب قد فجر سؤالا مثيرا للجدل هو إن كانت كارتيني، أبرز بطلات إندونيسيا، تستحق أن تلقب بـ"أم الفن الإندونيسي الحديث"، وهو سؤال سوف يصطدم بالرأي العام القائل بأن رادن صالح هو أبو الفن الحديث بإندونيسيا.
أعتقد أنه يجب أن يلي هذا المشروع بحث جاد في الوثائق المتعلقة بكارتيني، التي كتب أغلبها باللغة الهولندية وحفظت في المعهد الهولندي الملكي لدراسات جنوب شرق آسيا والكاريبي بليدن في هولندا. وفي حال توفر الوقت والموارد المالية، سأكون مهتمة بالتناقش معك في إمكانية القيام بذلك.
Enin Supriyanto
Independent curator and writer. Lives and works in Jakarta, Indonesia.
الفنانات الأندونيسيات، رُفع الستار
لـ كارلا بيانبوين، فرح ورداني وفولان ديرجانتورو
الناشر:
ياياسان سيني روبا إندونيسيا
تم تدشينه في 1 أغسطس، 2007، بقاعة العرض القومية بجاكرتا، بالتوازي مع معرض:
مسافة حميمة
أعمال 35 فنانة
1- 10 أغسطس 2007