ارتأت غاليري بيت مزنة الواقعة في مسقط في سلطنة عمان أن تحتفل بمرور عشرة أعوام على تأسيسها بمواكبة التغييرات المطّردة التي تشهدها آفاق دول الخليج. فإذا بها تجمع خمسة فنانين يبحثون في أثر هذه التغييرات على حياة السكان اليومية وهيكلياتهم الاجتماعية. وبين الحنين إلى الماضي الغابر وسبل العيش المتلاشية، يعالج الفنانون الموضوع بأساليب مختلفة أبرزها أعمال الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي المفهومي، والصور الفوتوغرافية الواسعة النطاق، والصور المركّبة.
في مجموعة صور بالأبيض والأسود بعنوان "الإشارة إلى المستقبل"، تجمع منال الضويان بين أيدي النساء السعوديات – من مختلف القبائل والأعمار والخلفيات الاجتماعية معتبرةً أن المرء "لا يفرّق بين الأيدي لأنها كلها تشير إلى هدف واحد. كون النساء إحدى الجماعات الاجتماعية التي تعاني أكبر قدر من الحرمان من حيث حقوق الإنسان، فإنهن في العادة يشكلن مصادر أمل وإلهام لدى عائلاتهن ومجتمعاتهن".
أما مجموعة حسن مير "انعكاس الذاكرة" فتضم صوراً فوتوغرافية حول الحياة في سلطنة عمان في خلال ستينات وسبعينات القرن المنصرم. وقد نقل عنه القول التالي: "عندما دخلت منزل جدي منذ بضع سنوات، لم أجد سوى جدران ونوافذ مكسورة. ذكّرني فراغ المنزل بعائلتي. فبدأت بإعداد مجموعة من الصور مستوحاة من روح منزلنا القديم".
لجأت الفنانة بدور الريامي إلى الصور المتلاشية لتوضّح أنه لا بدايات للحكايات القديمة "لأنه يتم تناقلها من ذاكرة إلى أخرى، فتبرز تفاصيل إضافية وتتجه الخطوات نحو أماكن جديدة. غالباً ما تكون صوراً وهمية، بل كنوزاً خفية تنتظر اكتشافها".
في فيديو "طقوس الطاقة"، يتأمل أنس الشيخ منظراً شتوياً ممطراً بانسجامه مع أضواء المدينة وطبيعتها البكر في أثناء إحدى زياراته إلى العاصمة العُمانية مسقط مستذكراً ما قاله ثيودور أدرنو حول إخفاق العقل التنويري في جلب السعادة إلى الإنسان في العصر الحديث وعجزه عن "الوفاءَ بوعوده فبدلاً من أن يتحكم بالطبيعة، ويحرر الإنسان من الأسطورة والحروب والخوف والظلم والجهل والفقر والأوبئة، فإنه دفع الإنسانية إلى الاستسلام والخضوع لأساطير جديدة (التكنولوجيا والسلطة والتسليح وإنتاج الأدوات وصيغة الكم)". وفي مجموعة من الصور بعنوان "موت المناظر الطبيعية"، يتوقف عند التوسّع العمراني على الأرض الصغيرة الحجم لموطنه البحرين.
تطرأ تغيّرات هائلة واضحة المعالم على المشهد المديني في دول الخليج، ما دفع كميل زكريا إلى أن يحاول في صوره الفوتوغرافية التمسّك بما تبقّى من نمط حياة متلاشٍ وذكريات ليفكر في الثقافة الناشئة مع الآفاق المتبدّلة.
الفنانون:
منال الضويان
(المملكة العربية السعودية)
حسن مير
(سلطنة عمان)
بدور الريامي
(سلطنة عمان)
أنس الشيخ
(البحرين)
كميل زكريا
(البحرين)
كان يا ما كان
18 كانون الثاني/يناير – 25 شباط/فبراير 2010