نحن في الغرب نُشَدِد على ربط الحجاب بكلمة "الصراع" [1]، نحن نعتبر "البرقع" مرادفاً للتعصب الاسلامي واضطهاد النساء. هناك معرض، تم انتاجه في استانبول، وعُرِضَ في أكتوبر 2007 في متحف "سنترال استانبول" ويحط حالياً في معرض كونستراوم تاناس “TANAS” في برلين، ليوضح أنه من الممكن النظر إلى موضوع الحجاب بوضوح أكثر وبتشدد أقل. ويحمل المعرض اسم "محرم-هوامش عن الحجاب" وتنبع فكرته من مفهوم لنيلوفِر جُلي، وهو عالم اجتماع. يستخدم المقيم الفني التركي "امري بايكال" وسائط مرئية ليستكمل بحث "جٌلي" حول "المشاريع الغير غربية المعاصرة." قائمة الفنانون المشاركون وخلفياتهم الوطنية المشتتة لوحدها تعطينا فكرة عن طبيعة تعقيدهم واختلافهم.
يتخطى الفنانون جميع الحواجز، من تلك التي تمثل مزاح (فاعلها) إلى تلك المدمرة التي بالكاد تحمل مزاحاً، وذلك بتعاملهم مع الحجاب والغطاء، بألفة وبانفتاح، من خلال سياسة الرؤية الجلية والتستر. في تمثال "رابونزيل" الساحر الجمال والمصنوع من شعر أسود [2] من اعمال الفنانة "ماندانا مقدم "، نرى الجسم الأنثوي مطموس، وأيضاً بكونه مغطى كلياً، فهو الأكثر بروزاً على الإطلاق. ألفة المستتر في عمل "إبرو أوزيتشيسين" مشد الخصر النسائي الطائر، تضاهي وزن الغائب. وعلى العكس، يصبح وجه مخرجة الفيديوهات "نيزاكِت إكيسي" مبدعاً أكثر وأكثر بتوالي وضع كل من الخمسة وعشرين حجاب فوقه والأثواب المضافة بذعرٍ مستحكم. في التوتر الناشئ بين الداخل والخارج، وبين القرب والبعد، تُكَثِف "برستو فروهر" وحشية أنسجتها الفاتنة المزدانة بالصور. تحول "سامطة بن يحيى" النمط الشرقي الحقيقي الزخرفي للديكور المغربي إلى حجاب معماري مزركش بأربطة ببرودة، وهي تقريباً برودة تحليلية مطلقة، وأيضاً وبأكثر حدة، يُجَمِل "شادي قديريان" التناقض في ألحان رقص الباليه بأيقونات رقمية راقصة في أرجاء شاشة كمبيوتر.
يحلل المخرج السينمائي "كوتلوج أتامان" باستيفاضٍ أكبر أربعة أفكار مناسبة للبس الشعر المستعار كطريقة لبناء وتنكر الشخص. إنها رجل يختبئ من الشرطة المحمومة لمحاكمته، وصحفية تريد أن تغطي حادثة تساقط شعرها من جراء المعالجة الكيميائية، والطالبة – المعروضة كصورة معتمة – التي لاتستطيع الالتحاق بالجامعة وهي ترتدي الحجاب، والمتشبه بالجنس الآخر، الذي يعتقد أن التنكر يعطيه حرية شخصية.
لكن العمل الأكثر هزلية والأكثر التصاقاً بالذاكرة في نفس الوقت هو الفيلم القصير المتواضع والصغير واللطيف من اعمال "سامر برقاوي". وفيه تتبادل ثلاثة مراهقات محجبات مهمة تصوير كل اثنتين منهن. نحن نستطيع أن نرى جسمان مخروطا الشكل في شاشة عرض الكاميرا، وأيضاً نعرف أننا بصدد فتيات شابات من قهقهة ضحكهن ومن تصفيقهن الرقيق. نحن نستطيع رؤيتهن، برغم احتجابهن. تسعى هذه السخرية للاستثارة والتحفيز: في استانبول، حيث تم عرض معرض "محرم" سابقاً، ألهم ذلك رسامة تفتخر بتدينها لدرجة جعلتها تؤسس مبادرة "بينالي الحجاب."
ملاحظات
Sabine Vogel
Studied history of arts. She worked as a curator and coordinator at the Biennales of Johannesburg and Istanbul of 1995 and in the House of the Cultures of the World, Berlin. Since 2000 she is editor for literature in the daily newspaper Berliner Zeitung.
المقيم الفني:
امري بايكال
صاحب الفكرة:
نيلوفِر جُلي
الفنانون:
كوتلوج أتامان
سامر برقاوي
سامطة بن يحيى
نيزاكِت إكيسي
شهرام انتخابي
برونا اسبوسيتو
برستو فروهر
شادي قديريان
ماندانا مقدم
إبرو أوزيتشيسين
محرم
هوامش عن الحجاب
15 يونيو – 10 أغسطس 2008